محمد عواد – ربما لاحظ كثيرون مؤخراً، وجود حملة ترويجية من موقع سبورت 360 حول منتج اسمه سبورت360 بلس https://sport360plus.com، يتمحور حول دمج نجوم الإعلام الرياضي من جهة ومشاهير السوشيال ميديا من جهة أخرى في مكان واحد، وبقالب محتوى مميز.
وظيفتي خلف الكواليس -إن جاز التعبير- مدير للإعلام الرقمي، ما يجعلني أفهم ما تمر به شركات النشر والإعلام هذه الأيام، فسعر الإعلانات وكميتها تراجع بشكل رهيب، إذ أن حصة كبيرة من التي كانوا يحصلون عليها انتقلت مباشرة إلى فيسبوك وانستغرام وتويتر وجوجل، وحصة أخرى ذهبت مباشرة للمؤثرين.
لذلك وجدنا صحيفة جارديان تطلب منا في نهاية كل صفحة دعمها لإنقاذها، ولذلك بدأ الناشرون في أمريكا وأوروبا يشترطون الاشتراك بمبالغ مالية كي تستكمل قراءة موضوع، وأنا شخصياً اضطررت للاشتراك مع ليكيب وبيلد ولاجازيتا لأضمن الوصول للمعلومة الكاملة، وهذا هو مستقبل التصفح الالكتروني.
صناع القرار في المؤسسات العربية الإعلامية يقولون “المجتمع العربي غير جاهز ليدفع مقابل معلومة يقرأها”، ولكن سبورت 360 بلس أخذ على عاتقه كما يبدو المغامرة الأولى، وسوف يختبر جاهزية المجتمع الرياضي في هذه الناحية، وعليه مسؤولية إعطاء المشترك ما يجعله يشعر بأنه حصل على أكثر مما دفع.
نسمع جميعاً بموقع ذا أتلتيك، وهذا الموقع البريطاني حقق نجاحاً ملموساً في عدد المشتركين ليس في بريطانيا،بل في الشرق الأوسط أيضاً، فحسب ما علمت فهناك آلاف المشتركين العرب المستعدين لدفع مبلغ قليل شهرياً مقابل محتوى أعلى جودة من المتوفر في السوق.
استمرارية شركات النشر والمحتوى لم تعد ممكنة بالإعلانات فقط، فقد تراجعت كثيراً، والحل لضمان استمرارية محتوى احترافي عالي الجودة، هو أن يدافع الزائر مقابل ما يقرأ، مثلما كنا ندفع مقابل الجريدة الورقية، ولو تشاركنا بعض الأحيان الصحيفة، فيمكننا مشاركة الحساب كما نفعل في نتفليكس!
في يوتيوب، في فيسبوك، أتاحوا لصناع المحتوى في الفترة الأخيرة اختيار بيع الاشتراكات، فالشخص الذي يقدم محتوى خاصاً ومميزاً ومختلف، قد يفضل الحصول على 10 الاف اشتراك بدلاً من الحصول على مليون مشاهدة.. لذلك علينا جميعاً الاستعداد لعالم مختلف في مجال طرق ومجانية وصولنا للمحتوى.
باختصار.. تماماً مثلما حدث في البث التلفزيوني سيحدث في المحتوى الرياضي، لكن الفارق هنا أن الشخص غير مضطر ليدفع لأن لا حصرية في الموضوع، بل من سيجعله يدفع قيمة المحتوى المتوقع.