محمد عواد – كووورة – يتواصل الجدل بشأن خطتي 3-5-2 و4-4-2 في مانشستر يونايتد، حيث يصر المدرب الهولندي لويس فان جال على الأولى، في حين يطالب الجمهور ووسائل الإعلام اللعب بالثانية، والجدل كثير بشأن الإحصائيات والأرقام التي تحققت في الخطتين.
وبرر المدرب الهولندي لويس فان جال اللجوء إلى خطة 3-5-2 بقوله “هي أكثر توازناً”، في حين يراها البعض عقيمة من الناحية الهجومية، مهدرة جودة بعض الأفراد، وفي هذا التقرير نستعرض خطة لويس فان جال بالتفصيل من حيث العيوب والإيجابيات.
استحواذ أفضل.. والفعالية تعتمد على مستوى الأفراد
تتميز خطة 3-5-2 التي بطبقها لويس فان جال بمنحها فرصة أفضل للاستحواذ، وذلك من خلال انتشار ثلاثي الوسط المدعوم بأحد قلوب الدفاع إن لم يكن اثنان منهما، بالإضافة إلى الأطراف، ويظهر هذا في ارتفاع نسبة استحواذ مانشستر يونايتد هذا الموسم إلى 60% كواحدة من أفضل نسب الاستحواذ التي يحققها الفريق منذ انطلاق البريميرليج كما تشير مواقع الاحصائيات.
المشكلة أن الاستحواذ لا يعني شيئاً إلا أن الخصم لا يستطيع مهاجمتك وأنت تملك الكرة، أي أن كلام يوهان كرويف “الاستحواذ أسلوب دفاعي وليس هجومي” يعتبر صحيح، وتبقى الفعالية تعتمد على مستوى لاعبي خط الوسط والأطراف بالإضافة لتحركات المهاجمين.
مانشستر يونايتد عالق في هذه النقطة، يملك الكرة لكنه لا يخلق فرصاً، فهو أقل من حيث عدد التسديدات على المرمى عما كان عليه الحال في المواسم الأخيرة، ويبدو وين روني غير قادر على إتقان دور رقم 10 المبدع بقدر إتقانه دور رقم 10 المقاتل، في حين يتذبذب مستوى خوان ماتا بين مباراة جيدة وأخرى سيئة.
الوحدة على الأطراف
أسوأ ما تأتي به خطة 3-5-2 أنها تريح ثلاثي خط الوسط وتتعب الأطراف، فثلاثي الوسط يجد دائماً فرصة للحفاظ على الكرة سواء من حيث التعاون مع الزملاء في ذات المنطقة، أو إعادة الكرة للخلف أو تمريرها إلى الأمام أو الأطراف، أما لاعب الطرف فهو الذي يعاني ولا يجد عادة من يسانده إلا متأخراً.
لاعب يوفنتوس ليشنشتاينر وهو يلعب على الطرف الأيمن، شرح هذه النقطة قائلاً “بالنسبة لي، خطة 4-4-2 أفضل من 3-5-2، لأنني الآن أجد زملائي أقرب مني ولم أعد وحيداً”، وهذا ما نلاحظه مع أشلي يونج وأنتونيو فالنسيا على سبيل المثال، فهم مضطرون دوماً لمحاولة المراوغة في دوري يتميز به المدافعون كثيراً بمواجهات واحد لواحد، لأن خوان ماتا ووين روني لن يستطيعوا تقديم الدعم لهم وبنفس الوقت احتلال مركز يساعدهم على إيصال الكرة لخط الهجوم.
الأطراف في خطة 3-5-2 يعانون أيضاً من الناحية البدنية، لأنهم مطالبون بالدفاع والهجوم، ولعل تذكر ما حصل من مطالبة لويس فان جال للظهير الأيسر لوك شو برفع مستوى لياقته مطلع الموسم يوضح الأمر.
مزاياها الدفاعية كثيرة
تتميز خطة 3-5-2 بأنها تجعل اقتحام منطقة الجزاء من العمق صعبة للغاية، فهي قوية في هذه المسألة، كما أنها تناسب قلوب الدفاع أصحاب المستوى المتوسط، لأن المساحات المنوطة بكل مدافع تصبح أقل، واحتمال التغطية من الزميل يصبح أكبر.
خطة 3-5-2 تساعد أيضاً بمنح المدرب الفرصة بتغيير أشكال الدفاع، فيمكن وضع مدافعين ومن خلفهما قلب دفاع ثالث يغطي، ويمكن اللجوء للخلط بين دفاع رجل لرجل والمنطقة، أو توكيل كل مدافع بمنطقة معينة، مما يعطي مرونة مهمة للتعامل مع مختلف المهاجمين.
ومن المزايا الدفاعية أيضاً مسألة التوازن والكثافة العددية، فعادة ما يكون هناك 7 من اللاعبين يدافعون، وفي حال مانشستر يونايتد يرتفع العدد إلى 8 بسبب عودة وين روني، وهذا يغلق المساحات على الخصوم، ويزيد من صعوبة إيجادهم مرمى من يلعب بهذه الخطة، ومثال كوستاريكا في كأس العالم ما زال حياً في ذاكرة الجماهير.
الارتداد الهجومي ضعيف .. قصة دي ماريا
من غير المنطقي أن ينفق مانشستر يونايتد 75 مليون يورو على شراء أنخيل دي ماريا، ثم يقوم بوضعه في مكان لم يعرفه في حياته .. مهاجم !!
ما يفعله لويس فان جال يشبه ما فعله مع آرين روبن في كاس العالم في البرازيل، فمشكلة هذه الخطة أن الفريق عند الارتداد الهجومي يكون أقل عدداً من خصمه، فمع وجود 7 في حالة الدفاع بالمتوسط، يبقى 3 في الأمام وهنا يصبح الفريق أمام خيارين؛ الحفاظ على الكرة حتى صعود المزيد من لاعبي الفريق للهجوم أو القيام بمجهود فردي يختزل العدد.
أنخيل دي ماريا هو الأفضل ممن حي المهارة فردية في الفريق، وبالتالي إرسال الكرة له بالمرتدات يمكن الشياطين الحمر – نظرياً – من الحفاظ على الكرة أو النجاح بالمرتدات، لكن الشق الأخر من الهجوم روبن فان بيرسي أو رادميل فالكاو يخيبان كثيراً أمل المدرب الهولندي، الذي إن أراد من 3-5-2 أن تصبح أكثر فعالية؛ فلعل المطلوب منه التضحية بالاثنين معا!
نقطة أخرى توضح وجهة نظر لويس فان جال بوضع أنخيل دي ماريا في خطة 3-5-2 في خط الهجوم (بغض النظر إن كانت صحيحة من عدمها)، ألا وهي عدم إرهاق اللاعب بالجري نحو الدفاع ثم الارتداد للهجوم، خصوصاً أن لياقته ليست جاهزة بعد للعب في البريميرليج.
ملاحظات سريعة أخرى
من سلبيات خطة 3-5-2 أنها قد تتحول لأداة استحواذ سلبي في حال تم الضغط على ثلاثي خط الوسط وعزلهم، حيث يلجأ مدربو الخصوم إلى عمل ما يسمى “تماثل خط الوسط”، أي وضع 3 لاعبين في الوسط مقابل ثلاثي خطة مانشستر يونايتد فيضطرون لإعادة الكرة إلى الخلف أو محاولة المرواغة والتسديد فقط.
ومن السلبيات الأخرى، أن الفرق التي تلعب على الأطراف كثيراً تخلق مساحات كبيرة في دفاعات مطبقي خطة 3-5-2، فإما أن يترك لاعب خط الوسط مكانه للضغط هناك فتصبح المساحات متوفرة في العمق، أو يضطروا للمراهنة على مواجهة واحد لواحد على الأطراف بل ربما يتفوق المهاجمون عددياً فيكون هناك خطورة محققة.
وتبقى خطة 3-5-2 في الناحية الدفاعية قادرة على خلق الشعور بالأمان وإن لم تحققه، فجمهور يوفنتوس على سبيل المثال لم يكن يشعر بنفس الخطورة التي يشعر بها الآن، وإن كانت نتائجه المحلية ما زالت مميزة وتعطيه الصدارة، ولعل هذا ما قصده لويس فان جال بقوله قبل يومين “أشعر بالخوف عند اللعب 4-4-2”.
خلاصة
لا يمكن لوم خطة معينة على الفشل أو عدم تحقيق النجاح المطلوب، فخطة 3-5-2 حققت بطولات كأس عالم في السابق وأعطت يوفنتوس سيادة الدوري الإيطالي، وقادت هولندا وكوستاريكا لتحقيق إنجازات مميزة في المونديال الأخير.
لكن مشكلتها مع مانشستر يونايتد أنه لا يملك الأسلحة الكاملة لتطبيق هذه الخطة سواء من حيث قاطع كرات حقيقي في خط الوسط يملك مزايا فنية مثل فيدال، أو أطراف ذات مردود متوازن هجومياً ودفاعياً بالإضافة لمهاجم رأس حربة بمستواه قادر على الحفاظ على الكرة، وتبدو 4-4-2 على شكل الماسة أكثر ملائمة لقدرات لاعبيه وإن كانت ستخلق مشاكل دفاعية بسبب مستوى قلوب الدفاع لديه.