محمد عواد – سبورت 360 – يسود الحديث في وسائل الإعلام عن احتمال خسارة الإنجليز للبطاقة الرابعة في دوري الأبطال لصالح الطليان، وهو الأمر الذي كان بعيداً عن التحقيق لولا إدخال الفرق الإنجليزية نفسها بمأزق في المباريات الأخيرة، وبالتالي علينا أن نقف بشرح كامل عن الوضع الحالي الذي سيوصلنا إلى حقيقة أن 3 أيام ستحسم كل شيء!
الإنجليز يتقدمون بـ 3 نقاط ولديهم 4 مقاعد الموسم المقبل
يجب التذكير بأن الإنجليز يملكون 4 مقاعد دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور في الموسم الحالي، فالترتيب في نهاية الموسم ينعكس على الموسم ما بعد المقبل وليس 2015-2016.
الإنجليز يتقدمون وحسب موقع الاتحاد الأوروبي الرسمي بفارق 3 نقاط تقريباً في التصنيف على الطليان، حيث يملكون 69.659 نقطة مقابل 66.605 نقطة.
طريقة الحساب
في البداية، يجب أن نتعرف لطريقة منح النقاط حسب المشاركة وحسب التأهل التي يوضحها الجدول التالي، والذي ننقله لكم مترجماً عن صفحة ويكبيديا الإنجليزية بعد التحقق.
في نهاية كل مرحلة، يتم جمع النقاط التي حققتها فرق البلد الواحد، ثم قسمتها على عددها للحصول على متوسط النقاط لكل دولة، بغض النظر عن البطولة المشاركين فيها، سواء كانت الدوري الأوروبي أو دوري الأبطال.
ولنقل أن فريق “أ” حقق 5 نقاط في دوري الأبطال من خلال مشاركته، وفريق “ب” حقق 7 نقاط من خلال مشاركته في الدوري الأوروبي، وأن فريق “ج” حقق صفر في الدوري الاوروبي، وكلهم مشاركون باسم نفس البلد .. فإن نقاط البلد النهائية = 12 مقسومة على 3، وهذا يعطيها 4 نقاط خلال الموسم.
لماذا 3 أيام؟
لو نلاحظ الجدول أعلاه، سنجد أن أكبر نقاط متبقية في الحسابات هي نقاط التأهل إلى دور الستة عشر في دوري الأبطال، وبعدها لن يكون هناك نقاط مؤثرة إلا لو مضت فرق بلد واحد بعيداً في البطولتين كما حصل الموسم الماضي مع الإسبان.
3 فرق إنجليزية لم تتأهل حتى الآن؛ آرسنال ومانشستر يونايتد وتشيلسي، وكلهم بحاجة للفوز في المباراة كي يتأهلون، ولو فعلوا ذلك فهذا يعني تحقيقهم (2 نقطة للفوز في المباراة لكل منهم) و (5 نقاط للتأهل)، مما يؤدي إلى إضافة ما مجموعه 21 نقطة، ولأن الفرق الإنجليزية المشاركة عددها 8 (ساوثامبتون و ويستهام خرجوا من التصفيات في الدوري الأوروبي)، فهذا يعني أن كمية النقاط المكتسبة = 21 مقسومة على 8، وهو 2.625 في حين ضمن مانشستر سيتي تأهله، ولو فاز هو الآخر اليوم فهذا يعني مجموع النقاط التي يمكن كسبها في ليلتين من دوري الأبطال هو 3.5 نقطة من دوري الأبطال فقط.
في الدوري الأوروبي، ضمن توتنهام وليفربول الصعود إلى دور الـ 32، لكن ذلك لا يعطي البلاد أي نقاط، ويجب أخذ مواجهة الريدز مع سيون، وتوتنهام مع موناكو في منحى أعلى من المسؤولية تجاه البريميرليج، لأن ما سيتم تحقيقه من نقاط في هذه المباريات يمكن أن يكون 4، الأمر الذي يعني إضافة نصف نقطة لانجلترا عند قسمتها على عدد الفرق المشاركة، وهو ما قد يصنع فارق في النهاية، فلولا نصف النقطة هذه، لخطفت المانيا البطاقة الرابعة من ايطاليا في عام 2010، لكن تأجل الحسم لعام كامل بسببها.
ماذا يمكن أن تحقق ايطاليا في 3 أيام؟
يوفنتوس ضمن تأهله، وبالتالي سيضيف 5 نقاط، و روما يبدو الأقرب لفعل ذلك لأن مواجهته مع باتي تقام في ملعبه، وهذا يعني 5 نقاط إضافية للتأهل فقط، ولو افترضنا أن يوفنتوس خرج بالتعادل – من باب المنطق – ، وفوز الذئاب فهذا يعني أن دوري الأبطال سيضيف لإيطاليا في هذه الجولة 13 نقطة، الأمر الذي يكون متوسطه (13 مقسومة على 6 “عدد الفرق الإيطالية”)، فهذا يعني إضافة 2.167 نقطة.
في الدوري الأوروبي، والذي يعد مربط الفرس الإيطالي الحقيقي هذا الموسم بسبب رفع عدد نقاطه، فإن هناك 3 فرق إيطالية (سامبدوريا خرج من الدور التأهيلي)، نابولي ولاتسيو ضمنا تأهلهما، لكن فيورنتينا عليه ضمان ذلك في ملعبه عندما يستضيف بلنسيس البرتغالي، أما لاتسيو فيحل ضيفاً على سانت اتيان، ويستضيف نابولي خصمه ليجا وارسو البولندي.
تفكير منطقي يقودنا للقول نابولي وفيورنتينا يحققان الفوز، ولاتسيو يكتفي بالتعادل لرغبته بتحسين وضعه في الدوري، وهذا يعني تحقيق 5 نقاط على المستوى الفردي، وهو ما يرفع ما يمكن أن تحققه إيطالياً بالمتوسط في 72 ساعة إلى 3 نقاط بالمجمل ما بين الدوري الأوروبي ودوري الأبطال، أي أقل مما ستحققه انجلترا لو نجحت فرقها بخطف التأهل جميعها، مما يجعل انجلترا تضمن بنسبة كبيرة جداً الحفاظ على البطاقة الرابعة لموسمين آخرين، ويتم منحها قبلة الحياة لتحسين وضعها الأوروبي قبل أن تحدث الكارثة، لكن هذا بشرط قلب الطاولة والتأهل جميعاً.
الفشل الجماعي الإنجليزي سيعني “فورزا ايطاليا”
آرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد؛ أسماء صنعت سمعة كبيرة لانجلترا، وصنعت سمعة كبيرة للبريميرليج في أوروبا، فالمان يونايتد حقق لقب 2008 ولعب نهائي 2009 و2011، أما آرسنال فهو الذي لم يخطىء مع فنجر بالدور الأول، وتشيلسي بطل 2012 ووصيف 2008 وخاض نصف نهائي 2014 و2009.
إنجازات هائلة يحملها هؤلاء، ولهم فضل كبير على شعبية الدوري الإنجليزي .. لكنهم مطالبون الآن بإنقاذ ما فعلوه، بدلاً من تحطيمه في حال فشلهم بالتأهل!
كل واحد من هؤلاء يفشل بالتأهل، يجعل إيطاليا أقرب لخطف البطاقة، فالمسؤولية متساوية فيما بينهم، ولن ينفع أحد اسم مدربه ولا تاريخه ولا قيمة صفقاته إن فشلوا بفعل ذلك جميعاً .. لأنها ستكون النهاية !
سيقول كثيرون فوزرا ايطاليا لو كانت ساعات خيبة إنجليزية، فإضاعة نقاط التأهل يعني وضع ايطاليا على مشارف خطف البطاقة، إن لم يكن في نهاية الموسم الحالي، ففي نهاية الموسم التالي مع تقليص الفارق أكبر، وبالتالي فإن 48 ساعة فقط قد تحدد سمعة بطولة لسنوات!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: