محمود وهبي – شهدت سنة 2020 عدم اعتراف عدد من النجوم الكبار بمسألة تقدمهم في السن، من إبراهيموفيتش ورونالدو إلى راموس وميسي وغيرهم، فهُم قدمّوا ومازالوا يقدّمون مستويات مميزة في سن يُعد بشكل عام محطة اعتزال، أو ما قبل الاعتزال، وهُم كانوا بلا شك أحد أبرز نجوم هذا العام، لكن لغة الأرقام وآراء الخبراء ودرجة التأثير وكمية الألقاب الجماعية والجوائز الفردية كلها تجتمع لتؤكد أن 2020 كانت سنة ليفاندوفسكي.
الهداف البولندي قرر بدوره أن يكشّر عن أنيابه في محطة متقدمة من مسيرته، فهو يبلغ من العمر حالياً 32 عاماً، وموسمه الأخير كان الأفضل على الإطلاق في مشواره الطويل، المشوار الذي مثّل فيه دورتموند القوي في عهد كلوب، وبايرن القوي دائماً في حقبات جوارديولا وأنشيلوتي وهاينكس.
ليفاندوفسكي استحق جائزة الإتحاد الأوروبي لأفضل لاعب في أوروبا، واستحق جائزة الإتحاد الدولي لأفضل لاعب في العالم، وكان يستحق أيضاً الكرة الذهبية لولا قرار (فرانس فوتبول) إلغاء نسخة العام الحالي، من باب الإنصاف كما ادّعت لتأثير فايروس كورونا السلبي على كرة القدم، لكن المجلة الفرنسية كانت قادرة على التريّث، فبعد نهاية موسم 2019-2020، وبعد نهاية العام 2020، كان واضحاً أن ليفاندوفسكي يستحق فرصته النادرة بالحصول على كرة ذهبية، وهنا الإنصاف الحقيقي.
لا أريد الانغماس في آراء الجماهير، أو في آراء الخبراء والمصوتين الذين شاركوا في شتى التصويتات على الجوائز الفردية، لأن معادلة ليفاندوفسكي سهلة وواضحة وصحيحة، ولا أريد التطرّق إلى أرقام ليفاندوفسكي وبطولاته في العام 2020، لا بل سأكتفي بمعلومة لا يعرفها الكثيرون، عن أمر ملفت لم يحققه أي لاعب في تاريخ كرة القدم سوى يوهان كرويف.. وليفاندوفسكي.
ليفاندوفسكي تُوّج في العام 2020 بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مع بايرن، وهناك عدد لا بأس به من اللاعبين الذين حققوا هذا الإنجاز، لكن ليفاندوفسكي تصدّر قائمة الهدافين في كل بطولات الثلاثية، تماماً كما فعل يوهان كرويف عام 1972، عندما حقق الثلاثية مع أياكس، مع لقب الهداف في جميع هذه البطولات، علماً أنّه تشارك صدارة ترتيب الهدافين في دوري الأبطال حينها مع 3 لاعبين آخرين برصيد 5 أهداف، وصدارة ترتيب هدافي هولندا مع هدافين آخرين برصيد 3 أهداف.
أي لاعب مجتهد وموهوب يستطيع أن يحلم بمسمّى الأفضل في العالم، ويستحق فرصة المنافسة على هذا المسمى، ولا يمكن لليفاندوفسكي أن يقوم بأكثر من ما قام به في هذا العام الذي اقترب من نهايته، وهو يحمل لقب رجل العام 2020.