فوتبول مانيجر ونسخة جديدة
محمد عواد – سبورت 360 – فوتبول مانيجر ونسخة جديدة تم طرحها في الأسواق، لتواصل تميزها بلعبة لم تستطع تغيرات التكنولوجيا أن تطيح بها.
حصلت على نسخة فوتبول مانيجر 2017 قبل أسبوعين من طرحها في الأسواق لغايات المراجعة، وكعادتها تمارس دور الفخ مع كل من ينسجم فيها، فيصبح كلامه مع أصدقائه عنها، وعقله مشغول بما ينبغي فعله لتحسين ظروف فريقه.
3 مواسم من اللعب كافية للحكم على ماذا تغير في اللعبة عن نسخة 2016، النسخة الماضية كانت بلا تغييرات قريباً ، لكن فوتبول مانيجر 2017 تعرف ما يريده.
لمن لم يلعبها من قبل
فوتبول مانيجر، هي لعبة وليست لعبة في آن واحد، هي في الواقع حقيقية داخل الكومبيوتر، حيث أكبر قاعدة بيانات للاعبين شاملاً ذلك شخصياتهم وطاقاتهم التفصيلية، يضاف لذلك فريق فني كامل مساعد للمدرب، وفريق إداري وفرق فنية للفئات العمرية، وفلسفات خاصة بالأندية وملاكها، وأموال تحاكي الواقع.
في اللعبة، أنت فقط مدير فني، لا يمكنك أن تلعب، وهذا ما يجعلها لعبة تدريب حقيقية، فبعض الألعاب تدعي أنها لعبة تدريب وتجعلك تلعب وهو مر مخالف للمنطق، وعليك في فوتبول مانيجر أن توازن بين المشروع الحالي ومشروع المستقبل، هادفاً لخلق اسم لك في عالم التدريب، الذي ستفهم جيداً صعوبته، لأنك قد تضع خطة مثالية .. ثم تتم إقالتك، فيستفيد منها المدرب التالي!
لعبة فوتبول مانيجر، هي اللعبة التي يجب أن يلعبها كل من يريد أن يفهم لعبة كرة القدم من كافة جوانبها، التكتيكية والنفسية والمالية والإدارية، فهي لا تعتمد على مهارة يديك، بل مهارة عقلك.
عن فوتبول مانيجر 2017
من الجميل أن لا يضيع وقتك في اللعب بسبب شعورك بالإحباط لوجود أخطاء مستمرة عن نسخ سابقة، فهناك حرص واضح في 2017 على أن تصبح اللعبة أكثر واقعية.
عملية صيد المواهب باتت أكثر واقعية وصعوبة، فمن حسن حظك لو اصطدت نجماً صاعداً بعمليات الكشف التقليدية كل 3 سنوات، وسرعة تطور هذه المواهب أيضاً باتت واقعية، فلم يعد ممكنا أن يتحول لاعب عمره 18 عاماً لنجم فريق بحجم يوفنتوس، كما أنه تم عكس المبالغة بأسعارهم الحاصلة في السوق عليهم.
محرك المباريات أيضاً تحسن، فأخيراً بعد أكثر من 10 سنوات من اللعب، تستطيع أن ترى أفكارك يطبقها اللاعبون كما هي، هذا لا يعني أنك يجب أن تفوز، فأفكارك صحيحة بالنسبة لك، لكنها ليست بالضرورة صحيحة على أرض الملعب، حيث يواجهها أفكار الخصوم.
المسائل المالية باتت أكثر تفصيلاً، وهذا يشمل عمليات الشراء والبيع، وعقود اللاعبين، ومعدلات دخل النادي، فهي تعكس أخر ما توصلت له الأندية من أفكار.
النتائج الكاسحة ضد الفرق الكبرى باتت أقل ظهوراً، فلو لم ترتكب أخطاء تكتيكية قاتلة، أو لو لم تكتف بمشاهدة لاعب مميز يقتلك في المساحات من دون إجراء تغييرات لمواجهته، فإنك تستطيع أن تلعب مواسم كاملة من دون سقطات كارثية.
وهناك خدمة مميزة بعد المباراة، تجعلك تدرس فريقك جيداً، وتعرف المساحات التي استغلها خصمك، وهناك إحصائيات تجعلك تدرك جيداً أين كان الخلل، فمثلاً خسر فريقي في 3 مباريات متتالية، وباتت الصحف تتحدث عن ضغوط أعيشها كمدرب، فعند مراجعة الإحصائيات تبين لي أن المشكلة أنني أخلق 5 فرص محققة كل مباراة ولا يتم تسجيلها، فغيرت أفضل مهاجم في الفريق بقرار جاء بنتائجه سريعاً، كما أن الخرائط الحرارية ساعدتني على معرفة الدور الذي يجب أن يلعبه لاعب خط الوسط الدفاعي في فريقي ليقلل خطورة الخصوم.
وهناك تأثير أكثر وضوحاً لذهنية اللاعبين والشخصية القيادية فيما يتعلق بالدقائق الأخيرة من كل لقاء، فقد وجدت شخصياً أن يوفنتوس يتلقى أهدافاً في 10 دقائق بشكل أكبر عند غياب بونوتشي، وهنا بات أيضاً من الضروري تدخلك كمدرب بالكلام مع اللاعبين وعدم الجلوس كمن يتفرج.
أمران فقط لا يعجباني
الأمور التي تبقى مزعجة بالنسبة لي مع فوتبول مانيجر هو المؤتمر الصحفي الكلاسيكي، الأمر الذي يدفعني إلى جعل مساعد المدرب يتولى مهامه.
كما أن كلمات مساعد المدرب خلال المباراة ما زالت غير ذات فائدة، رغم تغييري المساعد 3 مواسم لغايات الاختبار، فلا يعقل أن تستمر النصائح المتناقضة خلال اللقاء، وهي مسألة أيضاً تحتاج لتحسين.
هذه ليست لعبة استعراضية .. تذكر!
يتحدث كثيرون عن ضرورة تحول اللعبة جذرياً من سنة إلى أخرى، وهؤلاء متأثرين أكثر بألعاب الجرافيكس والتصاميم القوية سواء في مجال الرياضة أو غيره.
هذه اللعبة قوتها بثباتها، وليس بتغييرها، فأي تغيير جذري فيها يعني أن عشاقها المداومين عليها لسنوات سيحتاجون أياماً لمعرفة الخدمات التي يستعينوا بها، فمهنة التدريب ثابتة من حيث الأدوات بشكل أو بآخر، لكن ما يتغير هو التفاصيل التكتيكية أو الإدارية التي تتطور بشكل بسيط من سنة إلى أخرى، وبالتالي فمنطقياً أن لا تقوم اللعبة بثورة أسرع مما يحصل في الواقع.
تقييم نهائي
في الحقيقة، لعبة فوتبول مانيجر 2017 لعبة تفوق كل من يحاول تقليدها، أو دمجها بألعابه القائمة بسنوات.
فمسألة الاندماج العاطفي مع فريقك، ومسألة بناء فريق كمدرب يجب أن يعرف كل التفاصيل القانونية والتجارية، هي مسألة لا أجد أي لعبة في السوق تستطيع الوصول إليها، علماً أنني مدمن على لعب كل لعبة تدعي أنها تملك نفس الفكرة.
الحفاظ على التوازن في اللعبة، والابتعاد عن أسلوب “الأركاد” الذي قد يجعلها أكثر مبيعاً لأن الأطفال سيفضلونها، هي مسائل يجب احترام اللعبة عليها، علماً أن ألعاب كروية أخرى اضطرت لإعادة مبدأ اللاعب الخارق الذي يجري سريعاً طول الملعب فقط لزيادة قاعدتها الشعبية.
بالنسبة لي كمداوم على اللعبة منذ انطلاقتها، تستحق 9 من 10 هو علامة عادلة بنظري، ونصيحتي الدائمة بأن يحاول معها من لم يلعبها من قبل، فهي أسرع طريقة لأخذك إلى الأمام في عالم معرفة كرة القدم.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي: