محمود وهبي – بدأ المنتخب الألماني مشواره نحو المونديال القطري بشكل مثالي، مع انتصاريْن على آيسلندا ورومانيا، ومع الحفاظ على نظافة شباكه في المواجهتيْن، ليقدّم مؤشرات أولية حول إمكانية تصحيح المسار قبل الموعد المرتقب: اليورو.
المانشافت لم يواجه منتخبات قوية في فترة التوقف الحالية، فالمنتخب الآيسلندي رضخ واستسلم مبكراً، ولو أن الألمان أجبروه على الاستسلام بزخمهم وهيمنتهم، والمنتخب الروماني سقط هو الآخر، ولو دون ضربة قاضية، لكن المنتخب الألماني جمع الكثير من الإيجابيات في هاتيْن المواجهتيْن.
الإيجابية الأكبر كانت في خط الوسط، فغياب كروس جاء في خانة الضارة النافعة، لأن ثلاثية كيميش وجوريتزكا وجوندوجان كانت ناجحة إلى أبعد حدود، من ناحية الاستحواذ والدعم الدفاعي والهجومي، والتحكم المطلق في منطقة بناء العمليات.
الإيجابية الثانية كانت في خط الدفاع، فالفريق لم يستقبل، ولم يرتكب أخطاء تذكر، على الرغم من غيابات زوله وجوسينز وهالستنبيرج، لكن ما يعيب هذا الخط محدودية عطائه في بناء اللعب والدعم الهجومي، وجودة خط الوسط والأجنحة غطّت على هذه النقطة السلبية.
الإيجابية الثالثة لم تظهر أمام آيسلندا ورومانيا، لكن يُمكن توقعها قبل اليورو، وهي في عودة مولر وهوملز، لأن خبرة هذا الثنائي ستعيد بناء شخصية الفريق إلى درجة عالية، وهي الشخصية التي غابت كلياً عندما سقط الألمان أمام ثيران إسبانيا بسداسية.
المنتخب الألماني سيكون مرشحاً “طبيعياً” في اليورو، فهو عوّدنا أن يكون حاضراً في البطولات الكبرى مهما صعُبَت ظروفه، لكنه بحاجة للمزيد والمزيد ليصبح مرشحاً “حقيقياً”، وما أظهره في الدقائق الـ 180 التي لعبها في فترة التوقف الدولي الحالية تضعه على طريق صحيح، شرط تثبيت الإيجابيات، ومعالجة ما تبقى من سلبيات.