أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بالإجماع في قرارها الصادر 23 يوليو 2024 عن بدء تنظيم دورة ألعاب أولمبية للرياضات الإلكترونية للمرة الأولى في التاريخ. تضمن الإعلان فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم النسخة الأولى عام 2025، كما أيد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في باريس اقتراح الشراكة مع اللجنة الأولمبية الوطنية في المملكة العربية السعودية لمدة 12 عامًا. بموجب هذا القرار، ستقوم المملكة العربية السعودية بتنظيم أولمبياد الرياضات الإلكترونية حتى عام 2037.
حول أولمبياد الألعاب الإلكترونية
تزايد شعبية الرياضات الإلكترونية والرغبة في التواصل مع الأجيال الشابة كانت الحافز الرئيسي وراء التشجيع على خروج البطولة إلى النور. بشكل رئيسي، الهدف من تنظيم دورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية هو التخطيط لعدد من الأحداث والمسابقات في مختلف الرياضات الافتراضية وألعاب الفيديو (يتم اختيار عناوين محددة بالتعاون مع الاتحادات الرياضية). يتم تنظيم جميع الفعاليات وفقًا للقوانين التنظيمية التي أعلنت عنها اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بالتعاون مع الجهاز المسؤول في المملكة العربية السعودية. يمثل هذا الحدث خطوة كبيرة نحو اكتساب الرياضات الإلكترونية الاعتراف بها كمنافسة رياضية مشروعة.
المستقبل الآن: هل يستطيع أولمبياد الألعاب الإلكترونية تغيير قواعد اللعبة؟
مثل الإعلان عن استضافة المملكة لدورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية في عام 2025 لحظة فاصلة، ليس فقط بالنسبة للألعاب التنافسية، ولكن بالنسبة للمشهد الرياضي بأكمله. يمثل هذا التكامل قفزة كبيرة للأمام في مجال الرياضات الإلكترونية، ويمكن رصد ملامح هذا التكامل من خلال ما يلي:
- إضفاء الصيغة الرسمية على الرياضات الإلكترونية – لسنوات عديدة، حاربت الرياضات الإلكترونية لخلق تصور سليم ومعبر عن لاعبيها. إن الانضمام إلى الألعاب الأولمبية، التي تمثل ذروة المنافسة الرياضية، يمنح الرياضات الإلكترونية شرعية وشكل رسمي لا يمكن إنكاره. هذا النوع من الاعتراف والتقدير سيقود حتمًا إلى إلى زيادة التمويل والاحتراف على نطاق أوسع.
- جذب المزيد من الجماهير الأصغر سنًا – على عكس الألعاب الأولمبية التقليدية، تتمتع الرياضات الإلكترونية بنسبة مشاهدة هائلة بين الأجيال الأصغر سنًا. من خلال احتضان الرياضات الإلكترونية، يمكن للأولمبياد الاستفادة من هذه الفئة التي تمثل نسبة كبيرة من سكان المنطقة العربية بشكل خاص لتنشيط علامتها التجارية.
- تعزيز البنية التحتية والتنمية – تعتبر الألعاب الأولمبية حافزاً لتحديث البنية التحتية والتقدم التكنولوجي. استضافة ألعاب الرياضات الإلكترونية الأولمبية قادر على دفع الدول المستضيفة إلى الاستثمار في الإنترنت عالي السرعة، مرافق الألعاب عالية الأداء، وكذلك برامج التدريب للرياضيين الإلكترونيين.
- خلق فرص وظيفية جديدة – مع اكتساب الرياضات الإلكترونية الشكل الرسمي، سوف تبدأ الصناعات ذات الصلة في الازدهار والتطور. لا شك أن هذه التطورات سوف تنعكس على المسارات الوظيفية الجديدة، بدءًا من التدريب على الرياضات الإلكترونية وإدارة الفرق، وحتى طرق البث وإنتاج الأحداث.
الطريق إلى الأولمبياد: رؤية 2030 وطموح المملكة العربية السعودية
قدمت المملكة العربية السعودية عرضها التنظيمي إلى اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) في عام 2024، وقد سلطت الضوء من خلاله على عدد من العوامل الهامة. تفتخر المملكة بقاعدة جماهيرية كبيرة ومتحمسة للرياضات الإلكترونية، مع ملايين اللاعبين، وتلتزم باستضافة بطولات الرياضات الإلكترونية الكبرى. أيضًا، استثمرت المملكة في تطوير البنية التحتية وتحديثها، بما في ذلك الإنترنت عالي السرعة ومرافق الرياضات الإلكترونية المخصصة، مما يجعلها مضيفًا مناسبًا.
في هذا السياق، لعبت رؤية 2030 دورها كمحور رئيسي في خطة التحول الوطنية، وتتوافق الرياضات الإلكترونية بشكل كبير مع الأهداف الترفيهية لهذه الخطة. نتيجة لتلك العوامل، توجت جهود المملكة العربية السعودية بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الدولية لمدة 12 عامًا لاستضافة أولمبياد ألعاب الرياضات الإلكترونية، في إشارة واضحة لمدى الثقة في قدرات المملكة والتزامها طويل الأمد.